تكتب غزة الزمان بلغتها. تنظم المقاومة قصيدة من صواريخ وصمود.. ترسم في سماء فلسطين علامات النصر بالكورنيت.. وتؤذن في العالم أن حيّ على الجهاد.. حي على رد النار بالنار والنصر حرية او استشهاد..
من تحت الحصار العربي الصهيوني، ومن خلف الف سور من فقر وتعب وسكاكين، تنتفض غزة العز، تحاصر المستوطنين في اوكار يسمونها الملاجىء، وباللحم الحي، بالصدور العارية الا من كرامتها تقاتل وما القتال الا من شيم الكرام..
يتواصل العدوان الصهيوني الذي لم يتوقف منذ اول مستوطن واول بادرة احتلال.. تزداد وتيرته وتقل الا انه لم يتوقف يومًا. لذلك، لأقمار فلسطين الشهداء حكايات لا يتسع لها الف تاريخ ولا يحتويها أي تعبير.. الألم المرافق لكل جرح انشق منه قمر طفل او امرأة أو رجل لن يدخل يومًا حيّز الاعتياد.. لن يصبح وجعًا مألوفًا ولا خبرًا متكرّرًا مع تغيير الاسم.. عشرات الشهداء الذين لمعت حكاياتهم في سماء فلسطين وكل البلاد في الايام الاخيرة انضموا الى قافلة لا حدود لضوئها، ترسم الطريق نحو حرية فلسطين، كل فلسطين.. عشرات الجرحى الذين بالوجع وشموا اجسادهم كرامة وشموخًا، ليسوا مجرد عدد يحصيه الصحافيون في تقاريرهم الاخبارية.. هؤلاء هم التاريخ الناطق الذي يشهد أن لا خلاف ولا انشقاق سيغير حقيقة أن القتال وحده بوابة العبور إلى فلسطين خالية من رجس الصهاينة، وادواتهم.
لا بأس ان حاولت تلك الادوات التعتيم على الحق المقدس بالمقاومة، فهؤلاء سينتهون حالما ينتهي اسيادهم، او حالما ينتهي دورهم.. لا بأس أن يأتي "غلام" سعودي مصاب برهاب الجوع وهوس نيل الرضا الصهيوني السعودي ويحصي عدد الصواريخ المقاتلة ويحاول مقارنتها بعدد وجبات الافطار التي كان من الممكن توفيرها بثمن هذه الصواريخ.. فأمثال هذا، لم يتذوقوا وجبة كرامة واحدة في حياتهم، واعتادوا للأسف مقايضة انفسهم بفتات الموائد! 
لا بأس إن قام "ابن سلطة" ما بمحاولة استرضاء الصهيوني عبر ابداء الحرص على امن المستوطنين، وتناسى أمن وكرامة كل فلسطيني في غزة وفي كل فلسطين.. فهؤلاء أيضا لم يعرفوا يومًا عزة القتال واعتادوا كسل العمالة وذل الانبطاح على ابواب الصهيوني.. 
هؤلاء وغيرهم، لا يمتلكون أن يصغي لرأيهم طفل فلسطيني يرمي التحية إلى الصاروخ بنبض يقول: بالبارود تُكتب الحرية.. ويعرفون أنهم صغارٌ غير مرئيين فيما يحدّق العالم كله بالعائلات في غزة وهي بالنبض الكريم تضخ الحب والكرامة في قلوب الناس، كل الناس..
الآن، مع دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ وعلى وقع الرعب الصهيوني، يمكن القول إن هذا الصباح كتبت تاريخه غزة. اليوم كما كل الايام كرامة مخضبة بالدم.. والشهر كورنيت يهدد العدو ويلقي التحية على كل من حمله وجهزه وأوصله وأطلقه، والسنة تشير إلى أن فلسطين إلى الحرية أقرب..

 

المصدر: خاص شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع