كل من ينظر إلى ما يرتكبه نظام آل سعود الغاشم داخل أرض الحجاز المحتلة وخارجها، لا بد أن يستذكر بشكل تلقائي ما ارتكبه ويستمر بارتكابه الاحتلال الإسرائيلي داخل فلسطين المحتلة وخارجها، من هنا لا بد من تبيان وجه التطابق بين الاحتلالين لكي تظهر الحقيقة جلية أمام القارئ.
نبدأ في تطابق النشأة بين الاحتلالين حيث قام كيان العدو الإسرائيلي نتيجة الدعم الأمريكي البريطاني، اللذين مكناه من احتلال الأراضي الفلسطينية والمقدسات الإسلامية والمسيحية، أبرزها القدس والمسجد الأقصى، وفي المقلب الآخر نفس القوى دعمت آل سعود في حربهم ضد أهل الحجاز ومكنتهم من احتلال أرضهم والسيطرة على المقدسات الإسلامية الكبرى، كالكعبة المشرفة والمدينة المنورة حيث قبر النبي محمد (ص).
أما من الناحية الدينية فالممارسات متطابقة بين الاحتلالين، حيث يقوم الاحتلال الإسرائيلي بتغيير كل المعالم الدينية من أجل إقامة هيكله المزعوم، كما يقوم باضطهاد المسلمين والمسيحيين ومنعهم من إقامة طقوسهم بحرية، وفي المقلب الآخر قام آل سعود بنفس الأمر إذ غيروا الكثير من المعالم وخاصةً في الحرم المكي وفي المدينة، حيث يستطيع المراقب بكل بساطةٍ ملاحظة الفرق بين ما كانت عليه سابقاً واليوم. أما المبرارات التي استندوا إليها، فهي الحاجة إلى التطوير بغية عدم وقوع حوادث أثناء الحج تارة ومنع البدع تارةً أخرى وخاصةً في مقبرة البقيع وقبر النبي الذي حاول فكرهم الوهابي هدمه بعد هدم جزء من مقبرة البقيع، بحجة عدم جواز زيارة القبور التي يعبرونها بدعة.
ننتقل إلى الجانب الوحشي من الاحتلالين، فالعدو الإسرائيلي جرائمه لا تعد ولا تحصى، فكلما وجد نفسه محرجاً يلجأ لارتكاب المجازر، ومن أشهر المجازر التي ارتكبها قانا الاولى والثانية، مذبحة قرية أبو شوشة، مذبحة الطنطورة، مذبحة دير ياسين، ناهيك عن هدم منازل الفلسطينيين والإعدامات الميدانية. أما احتلال آل سعود فقد بدأت مجازره ضد أهل الحجاز الذين قتلهم بشكل جماعي بغية الوصول إلى الحكم، وما زال الظلم يقع على أهل الحجاز إلى يومنا هذا فيمنعون من حقوقهم ومن التعبير عنها ويسجنون لإبدائهم آرائهم ويعدمون بتهم باطلة وملفقة لا أساس لها، كما تدمر أحياؤهم كحي المسورة الذي دمرته الطائرات والمدافع، وحي السنابس الذي دمر بالجرافات. هذا داخل أرض الحجاز، أما خارجها فأدخلت قوات درع الجزيرة إلى البحرين وارتكبت مجزرة بدوار اللؤلؤة بحق معتصمين سلميين كانوا نائمين بسلام. بعدها دخل آل سعود بحرب غاشمة في اليمن قتل فيها المدنيون العزل بمجازر يندى لها الجبين وليس آخرها المجزرة التي ارتكبتها الطائرات السعودية بمدينة صنعاء بحق الأطفال والنساء يوم أمس.
وفي الختام إن تطابق هذين الاحتلالين بالأمور التي عرضناها يجعل كل مراقب نزيه يرى أن خطرهما على الأمة الإسلامية هو خطر وجودي يجب التصدي له بكل قوة، كما أنه من المحسوم بأن الاحتلالين لا شك زائلان.
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع