منذ أن ورد الخبر العاجل الأول من طرابلس مساء أمس، وبالتوقيت الذي يشي بعملية إرهابية منظمة، تحوّلت الأمسية إلى حال من التوتر يسوده نبض يتلو الحمد متوجهًا لرجال الله، ولقلوب أمهاتهم وآبائهم، الذين حموا قلوبنا بدمهم، وجنّبونا جميعًا أن نكون تحت رحمة مرتزقة الارهاب، الارهاب السياسي بالدرجة الاولى والذي منه يتفرّع الارهاب الدموي.. فلولا استبسال حزب الله في سوريا، كنا جميعنا مشاريع "ضحايا" حوادث ارهابية ستجد من يسميها "فردية".. وكان الأبشع من أن نقتل سيكون تبرير قتلنا بإظهار أداة قتلنا بأنها مجرد شخص "متأزم" نفسيًا..
كان ليلاً طويلا.. وكان العتم ستار عقل مجرم جهّز وحضّر وموّل وكتب التبريرات مسبقًا ثم أرسل أداة كان قد سعى إلى إطلاق سراحها من السجن بتهمة الانتماء لتنظيم إرهابي، ليعيد استخدامها مرة جديدة، لا سيّما وأن المموّل يعاني من شحّ بعد أن دفع المليارات لسيده ترامب، ولن يدفع لتشغيل ادوات جديدة. 
"عبد الرحمن المبسوط" أجير في مؤسسة الإرهاب، خضع كغيره لغسيل دماغ واستئصال قلب، ليتحول إلى كائن همجيّ قاتل وتم استخدامه في عرسال سابقًا، ليستفيد من خبرته بالغدر وبالقتل وينفذ جريمة ارهابية مكتملة العناصر، وليجعل فجرنا حريق قلوب أمام صور ٤ شهداء، من مؤسستي الجيش وقوى الأمن.
صباحاً، سارعت "الدولة" بمن حضر من المسؤولين فيها عن الملفات الأمنية إلى تقييم "جريمة الليل".. ريا الحسن، وزيرة الداخلية في حكومة سعد الحريري (الموجود في السعودية لمعايدة الملك، كمواطن سعودي، بمناسبة عيد الفطر)، وفي مؤتمر صحفي قالت إن ما حدث لا يعدو كونه حادثًا فرديًا!!! بهذه البساطة وصّفت الوزيرة عملية ارهابية تبنتها "داعش"! للوهلة الأولى، يحق لنا أن نسأل سعد الحريري، لماذا لم يصطحبها معه إلى البلاط السعودي؟ كان بذلك سيوفر على قلوب أمهات الشهداء على الأقل جرحًا فوق حريقهم! حادث فردي؟!
وقبل أن نتمكن من استيعاب اذا ما كانت وزيرة الداخلية الموكلة بالأمن في الكيان، او هي "العمّة" التي اعتدنا اسلوبها التخفيفي في توصيف الارهاب، اذهلنا اللواء عماد عثمان بحديثه عن حالة نفسية سيّئة يعاني منها المبسوط الذي ارتكب الجريمة! يتبادر إلى الذهن شريط من "تبريرات" مشابهة كنا قد شاهدناها سابقا لا سيما حين يرتكب مستوطن مجرم عملا ارهابيا في فلسطين المحتلة! مهلا! تبريرهما ليس مفاجئًا كما جعلناه يبدو.. فالمتحدثان الصباحيان ليسا مجرد موظفين موكلين بالأمن وحمايته، هما جزء من فريق يمكن اختصار توصيفه بجملة هي: اداة بني سعود، ولكم أن تتخيلوا أو تضيفوا ما شئتم من تفاصيل تقترن بالجملة.
ويمكنكم أيضا أن تقيّموا من خلال هذا المؤتمر الصحفي كيفية تقاذف مسؤولية الافراج السياسي عن ارهابي بعد سنة واحدة من السجن،  وبعد ان كان قد اسره حزب الله خلال معارك عرسال وسلّمه للدولة اللبنانية.. الأمن يقول إن القضاء فعلها.. وقد يكون ذلك صحيحا بالأوراق الرسمية.. أما من ضغط للإفراج عنه، ومن يطالب بالعفو عن الارهابيين ويعتبر حبسهم اساءة لطائفة معينة فهو معروف ولا يُخفى اسمه على أحد، ولا هو أصلا يسعى لإخفائه ولو على سبيل الحياء.. 
مرّ النهار.. صوت الإرهابي معلنا لزوجته عن طلاقه منها ومخبرا اياها عن عزمه القيام "بغزوة" رافق يومنا.. صوت اشتعال قلوب العائلات التي مسّها الغدر يحيط بآذان قلوبنا.. مرّ النهار، ما عاد المواطن السعودي وريث رئاسة الوزراء في بلادنا ولو "ليحط على عيننا" ويواسي طرابلس، خزانه الانتخابي، على مصابها.. مرّ النهار، وكل ما نستطيع قوله، تمتمة وجهرًا: شكرًا حزب الله!

 

المصدر: خاص شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع