تطورات متلاحقة تشهدها الحرب السعودية الأمريكية على اليمن، وذلك لتكثيف القوى الوطنية اليمنية وتيرة الضربات على قوى العدوان السعودي الأميركي، داخل اليمن على تجمعات قواته ومرتزقته والقوى اليمنية المنضوية تحت لوائه من جهة، ونقل كتلة اللهب إلى عمق دول التحالف وخاصة السعودية والإمارات من جهةٍ أخرى. هذه التطورات وعدة أمور جعلت الإمارات الركن الأساسي في قوى العدوان، يبدأ الانسحاب من جحيم اليمن، فما هي الأسباب التي دفعت الإمارات للانسحاب؟ وما هي الخطوات التي اتخذتها في سبيل ذلك؟ وما هو انعكاسها على حرب اليمن؟
هناك العديد من الأسباب التي جعلت الإمارات تفكّر جدياً بالانسحاب من الوحول اليمنية التي أدخلتها بها السعودية ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية، ومن هذه الأسباب نذكر التالي:
أولاُ: الضربات القوية التي تلقتها الإمارات وخاصةً استهداف مطار أبوظبي الدولي بطائرات مسيرة، وهذه الحادثة كانت كجرس إنذار للإمارات لقدرة القوات الوطنية اليمنية على استهداف أهداف حيوية واستراتيجية للإمارات، وهكذا استهدافات تؤثر عليها اقتصادياً على الأقل، أما الحادثة التي شكلت صفعة قوية للإمارات فهي استهداف سفن في ساحل الفجيرة والتي وجهت أصابع الاتهام فيها إلى القوى الوطنية اليمنية.
ثانياً: رعب الإمارات من رد ساحق من قبل إيران عبر ضربات مركزة على القوات الإماراتية المنتشرة في اليمن بحال نشوب أي حربٍ بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، فتكون هذه القوات كبش فداء في الضربات الإيرانية الأولى.
ثالثاً: المعارضة الكبيرة في واشنطن لما تقوم به الإمارات من عمليات تنتهك فيها حقوق الإنسان، وقد طالبت شخصيات أمريكية عدة بإلغاء كل صفقات التسليح مع الإمارات وعدم إبرام أي صفقة جديدة.
رابعاً: الرفض الشعبي الذي بدأ يتصاعد ضد الوجود الإماراتي، وخاصة من قبل اليمنيين الموالين لتحالف العدوان بعدما لمسوا أنّ هذه القوات لم تأتِ لمساعدتهم بقدر ما تهدف لاحتلال أرضيهم ونهب خيراتهم، وقد ترجم هذا الرفض بتظاهرات خرجت في مناطق سيطرة القوات الإماراتية مطالبةً إياها بالرحيل.
خامساً: وصول الإمارات إلى قناعة بعدم جدوى العمليات العسكرية في اليمن ولا سبيل للخروج من هذه الحرب إلا بالدبلوماسية والحوار مع القوى الوطنية اليمنية والرضوخ لمطالبها.
أما عن مظاهر انسحاب القوات الإماراتية فقد تجلت بخطوات متلاحقة وبعدة إجراءات قامت بها منها:
أولاً: خفض وتيرة العمليات العسكرية على القوات الوطنية اليمنية وتحويلها إلى استهداف لداعش من أجل استرضاء المعارضين الأمريكيين لأعمال الامارات الحربية في اليمن.
ثانياً: سحب الإمارات للدبابات والطائرات العمودية والقوات البرية واستبدالها بالمرتزقة والقوات اليمنية الموالية لها، وذلك في المناطق التالية: "الحديدة، مأرب، الساحل الغربي".
هذا الانسحاب الإماراتي المفاجىء وبدون تنسيقٍ حتى مع السعودية، جعل الأخيرة تستشيط غضباً وتدعو الإمارات لوقف هذه العملية لحين ترتيب خروج لا يعطي الانتصار للقوى الوطنية اليمنية. فهذا الانسحاب وبدون شك هو نقطة تحول ستحسم النصر للقوى الوطنية في اليمن، لأن السعودية ستبقى وحيدةً في هذه الحرب وستتكبد الخسائر الفادحة التي ستجعلها ترضخ في النهاية لعنفوان وإرادة اليمنيين وستخرج وهي تجر أذيال الهزيمة بعد أن يكون أنفها قد تمرغ بالتراب اليمني الطاهر الذي ارتوى من دماء اليمنيين الأبرياء.
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع