عاد تموز النصر، وما هو إلا حكاية من حكاياتك.. في عشيّته، يا عماده وعماد كل انتصار منذ نبضك الأول وإلى الأبد، يحتل صوتك الأرواح.. تبدو وكأنك الآن في كل البيوت التي ما عرفت وجهك إلا بعد استشهادك، تستعيدك القلوب اذ تتهيأ لذاكرة الوعد الصادق وتستقبلك في صدر مجالسها، تتلمّس ملامحك التي تشير إلى النصر الذي بصوتك ويقينك ساعته الصفر..
مرت الاعوام بسرعة، ونصر تموز الذي صنعته ما زال ينطق باسمك، ما زال يؤدي إليك التحية ويهديك روحه.. حجارة جبل عامل ما زالت تتباهى بخطاك وشمًا يزين وجهها، وهناك في بقاع الإباء بأسك لم يزل.. أما في الضاحية، يا بكر الحب فيها وفارسها الملثّم بالبطولة، فلا تحتاج الأمكنة لأن تتذكرك.. فأنت ما فارقتها يومًا، وما فارقتك فرحة القلوب كلّما ارتفعت للنصر راية تشهد أن اسمك مرادف لكل نصر منذ ما قبل تموز إلى ما بعد الزمن..
في مثل يوم الغد، كتبت لنا حكاية تابعتها العيون والقلوب حول الدنيا.. وسطّرها جيشٌ بقيادتك ليغيّر ملامح العالم، ويعيد الحق إلى الصراط.. بعدها كما قبلها، توالت الحكايات التي بتوقيع مغنية.. رأيناها في فلسطين حيث نبضك ما زال سلاحًا ووعدًا بالحرية، في اليمن الذي بأس رجاله يقارع الظالم بخنجر الكرامة، وينتصر.. أما في سوريا، في أرض الياسمين، فقد سمح لنا الزمان بأن نلمس بالعيون وبالنبض مآثر الجيش الذي بروحك رسمت له النصر قاعدة قتال وطريق.
وفي مثل يوم الغد، سنعود بأرواحنا إلى ثلاثة وثلاثين يومًا غيّرت ملامح قلوبنا.. أيام نريدها أن تبقى علامة في وجوهنا وفي نبضنا وقاعدة يبني حولها أطفالنا حكاياتهم، كما أشبال تموز غدوا ليوث النصر في الحرب على التكفيريين.. سنعود إلى ذاكرة تموز التي صوتها يصرخ باسمك أيها الرضوان، والتي تقاسيمها فيض من ملامحك.. سنعود إليها وسنصغي هناك بكلّ ما أوتينا من حب إلى عمق يقينك ذات "اتكلوا على الله".. وندري أنّك بكامل حضورك، ما زلت تشير إلى فلسطين بعينيك وتبتسم..
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع