وُلد "يورام مزراحي" في القدس المحتلة في العام 1942 من أب شرقي لم تحدد المصادر الصهيونية أصله بالتحديد لكن كل القرائن والادلة تدل على أن اصوله عراقية بينما تعود امه الى أصول المانية.
عندما بلغ السادسة عشرة من عمره التحق بكتيبة المظليين في جيش العدو وتنقل في قطاعات عدة وتولى مسؤوليات عديدة حتى تم تسريحه لاحقاً.
عاد وشارك في حرب 1967وكان يفاخر انه من أوائل الصهاينة الذين دخلوا القدس يوم احتلالها واول الواصلين الى المسجد الاقصى.
وفي حرب 1973عمل مراسلاً حربياً ليعود ويخمد ذكره حتى العام 1978 حيث تعلن المصادر الصهيونية عودته الى صفوف جيش العدو.
تقول هذه المصادر إنه خلال تلك الفترة تابع عمله الصحفي وتعلم الرسم وتعرف الى زوجته الالمانية المسيحية التي عادت واعتنقت اليهودية.
وتتحدث المصادر عن مهمات له في مصر وايران ودول اخرى لم تسمّها.


في اوساطنا الشعبية تدور احاديث قوية ومتعددة عن التحاقه بالثورة الفلسطينية تحت اسم "جعفر" حيث تغلغل وتجسس واكتشف محاورر القتال ونقاط الضعف ليعود لاحقاً كضابط في جيش العدو في اجتياح 1978ليحقق تقدماً سريعاً نظراً الى كنز المعلومات الذي يمتلكه.
طبعاً لا يوجد اي ذكر لذلك في المصادر الصهيونية. وقد يكون الامر سرياً وغير مسموح نشره كما هي ملفات المخابرات.
المهم أن المصادر الصهيونية تقول انه عاد الى الخدمة في العام 1978 ليقود القطاع الشرقي من المنطقة الشمالية من مكتب بنيامين بن اليعازر، وهي منطقة تمتد من قرية العديسة حتى مزارع شبعا. وقاد مواجهات العرقوب ضد فصائل المقاومة الفلسطينية. 
يذكر مزراحي في مذكراته أنه كان على تواصل مع بشير الجميل الذي ارسل له كتيبة بقيادة ضابط شاب هو "سمير جعجع".
بعد اجتياح 1978 تولى "جعفر" قيادة المنطقة الشمالية في جيش العدو ليكون "عرّاب" تأسيس دويلة الخيانة تحت اسم "دولة لبنان الحر" بقيادة الرائد العميل "سعد حداد". ويروي كيف تمكن من وصل ثلاثة جيوب كانت الممهدة لنشوء دولة العمالة والخيانة.
تروي الالسن الشعبية الكثير من القصص عن صولات وجولات له في القرى اللبنانية الجنوبية متسلحاً بلغته العربية واتقانه اللهجة المحلية وامتلاكه شخصية اجتماعية ديناميكية ومعرفته الكثير من تفاصيل حياة السكان المحليين سواء من خلال خبرته الشخصية او من خلال شبكات المخبرين التي استطاع بناءها وتحدث عنها كثيرا في مذكراته. فكان يزور البيوت ويشارك في الافراح والاتراح ويحفظ الوجوه والاسماء.... ألخ.
استمرت مهمته حسبما يذكر في مذكراته الى العام 1980 حين وقع التصادم بينه وبين قيادة العدو حول كيفية التعامل مع جيش العميل حداد.
فهو كان يريد منح هذه الميليشا استقلاليتها حتى تدير شؤونها بنفسها بينما تعاملت معها القيادة الصهيونية كمجرد تابع لا قرار له، فكان قرار "جعفر" الاستقالة التي لا رجوع عنها ليخلفه "مائير داغان" الذي عاد وغدا رئيساً لجهاز الموساد الصهيوني.


تذكر مصادر العدو ان قراره هذا احدث فراغاً وسبب صدمة عند الكثيرين لا سيما من حلفائه وعملائه الذين كانوا يأملون أن يحقق لهم الكثير من الانجازات ومنهم بشير الجميل الذي ارسل له خطاباً يشكره فيه على ما قدمه لفريقه ووقوفه بشجاعة "جنباً إلى جنب" مع شعبه
بعد انتهاء مهمته في جنوب لبنان كانت وجهته جنوب افريقيا حيث كان الصراع مع نظام التمييز العنصري هناك. وقد حاولت الماكينة الاعلامية الصهيونية إظهاره كبطل وقف ضد هذا التمييز متناسية ما ابتدعه الصهاينة من إرهاب في هذا المجال. وبعض مذكراته تكشف انه لعب دور المرتزق في الصراعات الافريقية التي كانت مزدهرة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
وهناك لم تطل اقامته سوى عام ونيّف حيث ترك أفرقيا وكانت وجهته الى كندا.
في كندا قضى بقية أيام عمره في العمل الصحفي وألف مجموعة كتب مهمة عن ذكرياته في لبنان تحت عنوان: "cedar and the star/ الارزة والنجمة" في إشارة الى أرزة لبنان ونجمة الكيان. كما لديه كتاب عن العراق وكتاب عن إيران وهي كتب مهمة تكشف دوره وذكرياته وتكشف الكثير عن الذين ارتبطوا بالكيان وتعد مرجعاً لفهم سياسة هذا الكيان، فيا حبذا لو تتم ترجمتها.
إضافة الى ذلك عمل في جمعيات يهودية كندية وخاصة في مدارس للأطفال فتولى تعليم الرسم والاشغال اليدوية.
أصابه مرض السكري في ايامه الاخيرة وعانى من مضاعفاته ما أفقده عينه اليسرى فكان يضع فوقها عصابة كشريط ليخفيها بما يذكرنا بشخصية المجرم الصهيوني "موشيه دايان".
توفي يورام مزراحي - جعفر في مدينة "وينيبيغ" الكندية في العام 2010 وقد اوصى بنثر رماده عند الحدود الفلسطينية مع لبنان وخاصة في محيط "المطلة" المحتلة أي من حيث كان يدير العمليات ضد لبنان من مكتب قام الصهاينة بتحويله منذ مدة إلى متحف.

المصدر: خاص شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع