لا نمتلك في حضوره إلا أن نصغي بقلوبنا. ثمّة نبض جماعي بقي يردّد طيلة فترة المقابلة أن لبّيك أمينًا على المقاومة وعلى الشرف.. ففيض القوة والعزم الذي يمنحه لمشاهديه يأخذهم إلى أعلى درجات اليقين بزوال "اسرائيل" من الوجود، وببسمته "المرتاحة" ونبرته الهادئة يقوم بزلزلة عقول الصهاينة واتباعهم المستعربين.
منذ الإعلان عن تاريخ وساعة المقابلة التلفزيونية مع سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على شاشة المنار، بمناسبة ذكرى الوعد الصادق، وصفحات ومنابر التواصل الاجتماعي حافلة بتوجيه الرسائل "من القلب للسيد".. فتلقف السيد جبال العاطفة التي يود الناس أن تصله وجعلها ارضًا يزرع فيها يقينه الذي "بالمنطق": سأصلي في القدس. هذا اليقين سرعان ما أزهر في كل القلوب التي تجهّزت لصلاة بإمامته في القدس.. حلّ كلامه على أرواح الصادقين حلول الماء على شفاه عطشى..
سنصلي في القدس.. بدا في صوته مشهد كامل سنراه في القريب.. بل القريب العاجل.. رأيناه كما رأينا يده تجول على الخريطة، خريطة فلسطين، وتمسح عنها رجس الاحتلال، بإعلان بديع يقول إن الحرب المقبلة تضع اسرائيل على خط الزوال..
كان بالإمكان أن نسمع صوت النبض في التراب عند أعتاب الجليل، لو أصغينا بما يكفي من الحب، حين تحدث السيد عن مفاجآت المقاومة واستعداداتها وقدراتها.. وربما تناهت إلى مسامعنا صيحات الرعب في قلوب المستوطنين الصهاينة وقادتهم.. لقد تمكّن بكلمات قليلة من رسم الأفق الجديد للمنطقة، ونصدقه لأن كل وعوده صادقة، ويصدقونه، أي الأعداء والخصوم، لأنه أكثر من يعني ما يقول، ويكاد يكون الوحيد الذي قوله وفعله وجهان لنصر واحد.
بمناسبة ذكرى الوعد الصادق، وعد سيد المقاومة اليوم بفلسطين حرة.. وحين يقولها يعني أن المسألة مسألة وقت ليس إلا.. وأننا على عتبة خارطة جديدة رسمتها يد مقاومة.. خارطة من حب يلامس اليمن سلامًا ونصرًا.. خارطة للحق، بسلاح الحق، مصانة.
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع