ليس العجز دائما سبب للفشل في رؤيتنا وتعبيرنا عن بعض الاحداث, فهول وعظمة المناسبة يربكان ناظرها, ويكبلانه بأصفاد الدهشة, والاخيرة هذه ليست قليلا من ثقة او يقين بنصر من الله, إنما صغر أمام صانعي هذا النصر وتضحياتهم, فكبيرة هي وكثيرة قصصهم:
لم تؤنسه صور الشهداء على طول طريقه اليومي, لم يحدث أن استذكر احدهم بشيء من صحبة انقضت على اعتاب الوصول لمن سبق, أضجرته اسماء القادة منهم ومراسم تشييعهم حد مقاطعتها; فما بالهم يرحلون قبل تسليمه شهادة في اتقان الحياة موتا عزيزا? أيصنعون له من أجسادهم تجارب حية? من حدثهم عن حاجته لتقديم دليل? من أقر لهم إذن الختام هكذا? وكيف للأقدار أن تذعن لمشيئتهم? 
تلك الغرفة التي أحيل اليها تخفيفا لغضبه الجريح لم تكن لتشبهه! هو لا ينتمي الى هذه الاسلاك الموصولة باجهزة الكمبيوتر, ولا يرى فيها إلا مرتعا لذكريات تفخيخ تهز مسار ومصير آليات جنود العدو, كما أنه يتلقى رسائل الإعلام الحربي عن مستجدات الأحداث كمن يستجيب لإشارة من الرضوان أن "اقتحم" فتنتفض جوارحه ويتوثب قلبه على زناد الرشاش. شاشة التلفاز الصغيرة المسندة على الحائط يعتلي اطارها الاسود غبار كذاك الذي يغطي حذاء مقاوم في اوج  الحرب, يتسمر امامها لا تعكس له إلا صورة لوجهه الذي بات غريبا عن ساحات القتال...
ستة من الاعوام حلت من ايارها 2000 حتى منتصف  تموزها  2006 ثقيلة, فقدَ قَبلها حمزة طرفه الايسر, وفقد خلاله الى جانبه أمله في فرصة العبور شهيدا الى جانب اخوانه وقادته. 
أوحشه الحب والعشق لغير عماد مغنية فلم يحب! آلمه هاجس اغتيال مصطفى بدر الدين شهيدا, كما شهادة اشبال في عمر الحياة, وهو الذي سبقهم عمرا فيها, وجراحا مثخنة هناك, حيث التراب, فلم يعش!
"ارتحت يا حمزة, نمت يا ولدي" هكذا كان وقع تموز على حمزة وأمه التي رافقت شوقه لشهادة في عبور الجراح وقيد العروج حيث السماء, وهو ينقل ضحايا العدوان الغاشم سائقا بيمينه عله يضمد جراحا خلت, واستشهد حمزة...وهكذا هم شبابنا جسور لقلوبنا المتطلعة إلى صلاة في محراب الأقصى..

 

المصدر: خاص شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع