منذ تولي الأمير محمد بن سلمان زمام الحكم الفعلي بالمملكة السعودية وهو يحاول جاهداً فرض نظرته لحكم البلاد، وفي سبيل ذلك قام بعدة إجراءات حاول من خلالها دغدغة مشاعر الشعب السعودي من خلال رؤيته المستقبلية التي أطلقها تحت عنوان "رؤية السعودية 2030". ولتطبيق هذه الرؤية أنشأ هيئة للترفيه علها تجذب الشباب وتبعدهم عن التفكير بمجمل الرؤية من جهة، وتدر عليه الأموال الطائلة من جهة أخرى. وقد أقامت هذه الهيئة عدة فعاليات ظاهرها الترفيه وباطنها ضرب القيم والمسلمات لدى المجتمع السعودي.
إن أغلب الفعاليات التي أقامتها هيئة الترفيه هي منافية للتعاليم الدينية من اختلاط وحفلات ماجنة وديسكو ومغنيات اباحيات، وحلبات مصارعة يكون فيها المصارعون شبه عراة. كل هذا في كفة وما أقدمت عليه الهيئة مؤخراً في كفة، حيث قامت بإنشاء تأشيرة سياحية غرضها حضور الجمهور المتواجد في الخارج.
الحصول على هذه التأشيرة بغاية السهولة، يكفي أن يدخل الشخص الشبكة العنكبوتية ويصل إلى موقع شارك لاختيار فعالية من فعاليات هيئة الترفيه ويحجز في الفندق القريب منها، وكل هذا لا يستغرق أكثر من 3 دقائق والموافقة تأتي بغضون 24 ساعة، وقد أمنت الهيئة كل ما يحتاجه القاصد لها من مأكل ومشرب ووسائل الترفيه، شرط أن لا يغادر مكان الفعالية.
هذه التأشيرة الميسرة بالمقارنة مع تأشيرة الحج المعقدة والتي تكون معظم شروطها صعبة وقد تكاد أن تكون تعجيزية وذات كلفة كبيرة، دفعت البعض من الذين يحصلون عليها للتحايل على الهيئة والذهاب إلى العمرة وخاصة أن فعاليات الترفيه في هذا الوقت تقام بمنطقة جدة القريبة جداً من مكة.
السياسة السعودية الحالية التي تولي الأهمية الكبرى للترفيه لما تدره عليها من أموال في سعيها لجعل رؤية السعودية 2030 ناجحة، وفي سبيل تحقيق هذه السياسة لا تبالي المملكة إن كانت على حساب القيم والأخلاق والتدين لدى السعوديين، المهم أن تنجح، فليس هناك أي مشكلة أن تقام حفلات ماجنة بوجود راقصات ومغنيات إباحيات بجوار مكة وفي موسم الحج، المهم أن تأتي الأموال إلى جيب بن سلمان المأزوم بسبب الأموال الطائلة التي ينفقها في حرب اليمن.
إن سياسة بن سلمان بدعم هيئة الترفيه والطلب منها إقامة هذه الفعاليات بمكان قريب جداً من مكة، وبنفس توقيت الحج، أكبر دليل على أن خدام الحرمين لا يبالون لا بالحرمين ولا بالدين من أصله، ويجب على الأمة أن تستيقظ وتسحب من آل سعود إدارة الحج وتنتخب إدارة إسلامية جديدة تشرف على الأماكن المقدسة.
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع