كيانات مصنوعة وفق مقاسات الغرب وتصوراته للإبقاء على تخلف الأمة سياسياً وفكرياً واجتماعياً، وللسيطرة على مواردها النفطية وغيرها، ولجعلها قواعد عسكرية تدفع نفقات إنشائها وتطويرها واستمرارها هذه الكيانات.
كيانات لولا نعمة النفط، التي لم تستغلّها كما يجب، لما سمع بها أحد.
كيانات تاجرت بقضايا الأمة وعلى رأسها قضية فلسطين، وتسعى اليوم إلى إنهاء هذه القضية ومحاصرة الفلسطينيين اقتصادياً وسياسياً وتطبيعاً مع العدو الإسرائيلي، حتى وصلت إلى حد التنافس فيما بينها في الزحف نحو الكيان الغاصب ونيل رضا الأميركي على هذا الزحف.
كيانات تآمرت على سوريا مع المتآمرين عليها، فموّلت جلب الإرهابيين إليها من بلاد العالم، وموّلت تسليحهم والإنفاق عليهم، ووضعت إعلامها في خدمتهم، فقتلوا ودمروا وصنعوا كل ما يتصوره العقل وما لا يتصوره من الإرهاب وظل توصيفهم في إعلام هذه الكيانات: الثائرون لأجل الحرية.
كيانات ضُحك عليها وأوهمت، لحماقة حاكميها، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي عدوتها الأولى والأخيرة، وأن الجمهورية تريد السيطرة عليها، فأصبحت أرضها مخازن أسلحة من أصغرها إلى أفتكها، وبعضها مما لا خبرة لدى أبناء هذه الكيانات بكيفية استخدامها، وبعضها منقوص المواصفات التقنية لأهداف في علم الصانعين فقط، وفي يقين المزودين أن هذه الكيانات لن تستعمل هذه الأسلحة، لأنهم يعلمون أن الجمهورية الإسلامية لن تبادر إلى مهاجمة هذه الكيانات وأن هذه الكيانات أضعف وأوهن من أن تبادر إلى الحرب مع الجمهورية.
كيانات تدّعي الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان، فإذا فتح مواطن فمه مطالباً بأبسط حق من حقوقه اعتُقل وسُجن وقد يصل الأمر إلى حد اتهامه بالتعامل مع إيران. وأفضل مثال على ذلك النظام البحريني الذي يبدو أن لا شيء يمنعه من تماديه في إرهاب الشعب البحريني المطالب بأبسط الحقوق والتي هي من البديهيات في أية دولة من دول العالم، في ظل صمت أو تواطؤ أو عجز منظمات حقوق الإنسان، وفي ظل غطاء من دول الغرب الديمقراطية، التي لا تتدخل لأن النظام البحريني من الأنظمة الخانعة لها.
نظام يحتمي بالنظام السعودي المسيطر فعلاً وواقعاً عليه، سياسياً وعسكرياً، في مشهد مضحك من الأسى: تصورْ ذئباً هو الغرب والسعودية ذيله والبحرين ذبابة تقتات على وسخ هذا الذيل. هذا حال النظام البحريني المستقوي والمتسلط على مواطني البحرين المسالمين الذين لم يحملوا سلاحاً سوى الكلمة، لكن هذه الكلمة تخيف هذا النظام لأنها كلمة حق في وجه سلطان جائر.
يرحل اليوم شابان بحرينيان جديدان هما علي العرب (25 سنة) وأحمد الملالي (24 سنة) شهيدَين في سبيل الحق، بعد تنفيذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص بحقهما، مظلومَين انضما إلى قافلة الشهداء، الذين سيصنع دمهم فجر الحرية في البحرين، فجراً لا شكّ قريب.
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع