في محضر خطاب الأمين على النصر والكرامة في مهرجان بنت جبيل، لا بدّ للروح من أن تسري إلى علياء الفرح، فالمناسبة توجب على كل ذي قلب وموقف أخلاقي وانساني وسياسي، أن يتوجّه بكل وعيه وفطرته نحو شاشة تنقل ملامح النصر على محيّا الأمين الكريم.. نصرٌ وكرامة، وسائر أعلام المكوّنات اللّبنانية الداعمة للمقاومة في خلفية المشهد، وأمامه أشرف النّاس طوف بشري، وقلوب تنبض بالحمد على نعمة الحرية، ونعمة الأمان من موقع القوي والمقتدر.. هنا بنت جبيل، هنا قلب مربّع الصّمود الحافل بحكايات الالتحام مع العدو وهزيمة نخبة جنوده. 

 

من الأرض التي شهدت ذات تحرير على توثيق حقيقة أن "اسرائيل أوهن من بيت العنكبوت"، وبمشاركة وحضور آلاف الأحبّة الذين اجتمعوا وأجمعوا على حبّ المقاومة، قولًا وفعلًا وايمانًا ويقيناً 
يرتفع منسوب العز في لحظات كهذه، ينضح من عيون استضافت بدمع الفرح مهرجان النصر الإلهي، وتحيا في كنف الكرامة والشّرف. تصغي لكلمات السيّد الذي ما أخلف وعدًا ولا موعدًا مع ناسه، وتتهيّأ للصلاة في القدس خلفه، فتتوضأ بحبّ المقاومة، وتلقّم سلاحها بالنبض الناطق بالنصر، وتنتظر يوماً سيُقال فيه: "ادخلوها بسلام آمنين".

 

 
باسمًا كعادته، وبعض التبسّم سلاح نوعيّ في الحرب النفسية، أطلّ السيّد حسن نصر الله مصافحًا بالعينين تراب عامل، وبيقين العاشق وضع المحبّين جميعًا في خانة صانعي النّصر، ورجم، بالبسمة ذاتها، شياطين العمالة الذين ذات تموز ٢٠٠٦ انتظروا أن يتحقق الهدف الأميركي من الحرب، فخابوا وما زالت خيبتهم واضحة في ملامحهم الحاقدة وضعفهم الظاهر للعيان. 
أما بالنسبة للصهاينة، فقد أعطاهم اليوم اسبوعًا أو أكثر من المواد التي سيواظبون على دراستها وتحليلها، بدءا من الشعار الذي في خلفية الشاشة، وصولًا إلى تعابير وجهه وحركات يديه، مرورًا بالمواقف طبعًا، وبالانطباعات التي سيتركها الخطاب لدى المستوطنين الذي يصدقونه وحده، ويثقون به بقدر ما يخافونه. 
 
يسري الخطاب في أوردة السّامعين.. تواضع القوي الذي يظهره الأمين تجاه الآخرين في لبنان، ورفضه لأي نوع من الإلغاء محطة قد يمرّ الكثيرون عليها مرور الكرام، وهي في علم السياسة قاعدة وجب أن تُدرّس كحالة غير مسبوقة في العلاقات التي تنشأ بين القوي والأقل قوة، وبين المنتصر والخصم في منظومة التعايش.

 

 
ينتهي المهرجان، وبانتظار الموعد في البقاع في الخامس والعشرين من آب الجاري، سيتناقل الناس كلمات السيد نصر الله في مهرجان بنت جبيل، وسيتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في إبداء آرائهم حول كلّ ما ورد. كذلك سيتقلّب المبغضون في مضاجعهم ويبثون سمومًا بيننا عسى من سمّهم يُشفون. وستبقى أرواحنا تتنّعم بفائض الحبّ والثقة وبعزّ أن عاشت زمن الانتصارات في ظلّ سيّد صادق مؤمن بالنصر، ومؤتمن على الكرامة.

المصدر: خاص شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع