وُلِد الإنسان خلّاقاً مبدعاً، خُلق الإنسان مُدركاً بالفطرة لقدرتهِ العظيمة، وخُيّر في سنينهِ بين السيئ والحسن، بين الخير والشر.
ثم بُنيت المجتمعات وتتالت الحضارات، ونُظِمت الشرائع وصار لنا دساتير وقوانين وانظمة، كل ذلك في سبيل أنسنة قِوى البشر.
ثم يأتيك رجل، او بعض أناس، بل فئة كبيرة حقاً، تتمردُّ على أنسنة القوى، وتصرّ على تسخير خلّاقيتها وقواها في "الشر المطلق" فينتجُ عن ذلك أفكار إبداعية تعذيبية، كالاسلاك الكهربائية، كالجلد ثم تمليح الجروح، أو كالزنزانة الإفرادية التي لا تصلح لأن تكون قبراً لفأر في معتقلٍ كان التحرّر منه كالولادة.
العمالة لا تُفرض على أحد، وبالطبع ليست محور نقاش أو أنها وجهة نظر، بل خيار لإنسان قررّ أن لا يكون إنساناً، ولا يمكن لدولة الأرز أن تحتضن قاطعاً لشجرها الثمين، أو سامّاً لأرضها، ولا يمكن لدولة الأرز أن تتصور أن أرزها لن يقاوم دوداً يقصد بها الأذى، أو يداً تقصد بترَ جذوعها وسمّ جذورها، فكيف اذا كان "الأرز" شجر زيتون جنوبي من بلدة لا تزال أصوات المعذبين في اراضيها تُسمع مع نسمات الهواء؟
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع