يتأكد لنا يوماً تلو الآخر أنه لم يكن عبثياً اختيار مملكة آل سعود وضع السيف في العلم الوطني وكذلك كتابة عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، فمملكة آل سعود قامت على سفك دماء الأحرار والشرفاء من أرض الحجاز، وأما العبارة فهي من أجل إلباس المملكة المزعومة لبوس الدين الإسلامي التي هي بعيدة عنه كل البعد، ولم تتوانَ مملكة الدم عن سفك دماء الأحرار كلما وجدت أنها مأزومة. وهذه الدماء ستعيد سطوتها وهيبتها ووقارها، ولكن هل حد السيف يسكت صوت الأحرار؟
كلما أرادت مملكة الدم أن تتخلص من أحرار القطيف تقوم بجلب زمرة من الإرهابيين تضعهم معهم لكي تظهر للمجتمع أن الحاكم عادل ولا يستهدف طائفة معينة، فهو يقتل الإرهابيين أكانوا سنةً أم شيعة، وهذا يهدف لسلب أحرار القطيف صفة المظلومية ونسف المطالبات المحقة لديهم، وكذلك لكي تعطي صورة للخارج أن المملكة تقوم بإعدام الإرهابيين.
مملكة الدم بهذا الفعل، تقتل أحرار القطيف مرتين الأولى عندما تنفذ أحكام الإعدام الجائرة بحقهم، والثانية عندما تزج بهم بخانة الإرهابيين، وهذا ظلمٌ ما بعده ظلم، شبابٌ قاموا بالدفاع عن حقوقهم والمطالبة بها، فلم يلقوا جواباً سوى الاعتقال ظلماً وانتزاع الاعترافات تحت التعذيب، وبعدها الأحكام الجائرة بالإعدام.
اليوم يدور الحديث عن نية نظام مملكة الدم إعدام دعاة سعوديين تهمتهم الإرهاب وتأليب العامة على ولي الأمر، فهؤلاء الدعاة قالوا ما قالوه في دعم الإرهابيين في سوريا تماشياً مع ما تريده عائلة آل سعود من فتاوى وآراء وتحريض على القتال في سوريا، وعندما لم تأتٍ الريح في السعودية بما تشتهي السفن السعودية ولخلع تهمة دعم الإرهاب قررت السعودية التخلص منهم، ولكن المهم في الأمر أنها من أجل تكريس معادلة إعدام إرهابي سني يعادل إعدام إرهابي شيعي في المقابل والعكس صحيح، من المؤكد أن مملكة الدم ستعدم نشطاء أحرار من القطيف، وهناك قائمة من 39 ناشطاً من أحرار القطيف 5 منهم صدرت بحقهم تهم الإعدام، يعني يمكن بأي وقت أن ينفذ هذا الحكم ومن الواضح أنه بحال إعدام الدعاة السنة سوف يتم إعدام هؤلاء الأحرار حتماً.
مملكة الدم لم تتعلم من دروس التاريخ والآن تعيد نفس الأخطاء، فالتاريخ يقول إنه لم ينتصر سيفٌ أراق دماء الأحرار، ودائماً الدماء الطاهرة الزكية تنتصر على السيف ولو بعد حين، فسيف مملكة الدم وظلم حكامها لن يثني أحرار الحجاز عن المضي قدماً برفع الصوت والمطالبة بالحقوق المشروعة، ولكي يعلم حكام آل سعود بأن حد السيف يصنع الأحرار ويشحذ الهمم ويصقلها، وقطرات الدم التي تسقط تستحيل سيلاً يجرف الظالمين، فاحذر أيها القاطن في عرش الدم فإن ملكك يتآكل وحتماً سينهار عما قريب.
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع