يعيش لبنان اليوم تظاهرات قطعت يومها الثاني عشر، بمطالب اقتصادية واجتماعية وكذلك سياسية، وبغض النظر عما يقال داخلياً من المهم لفت النظر نحو مواقف الدول من الحراك، ومن بين هذه الدول المملكة العربية السعودية والتي من المعروف مدى تدخلها في الشأن البناني، فماذا تريد السعودية من حراك لبنان؟

للإجابة على هذا السؤال لا بد من تسليط الضوء على ما يتم تداوله في الإعلام السعودي على منصات التواصل الاجتماعي حيث الذباب الإلكتروني السعودي ينشط بقوة في دعم كل وسم يقوم المتظاهرون اللبنانيون بإنشائه على تويتر وكذلك بعد كل خطاب لرئيسي الجمهورية والحكومة وكذلك خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

أما في الصحف السعودية فقد غابت المطالب التي يصرخ بها اللبنانيون في تظاهراتهم من "مكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة" وغيرها من المطالب المعيشية وحرفت الانظار لما سمته المشكلة الحقيقية للبنان حسب زعمهم ألا وهي هيمنة حزب الله على البلد. وهناك شواهد عدة على هذه النقطة ومنها:

- مقال للكاتب ياسر صالح البهيجان تحت عنوان "«حزب الله» وإعادة تدوير الأزمة اللبنانية"، حيث كتب: "لحظة حاسمة يمر بها لبنان تفرض على الأحزاب الوطنية الشريفة أن تُعلن رفضها لسياسة «حزب الله» وأن تتخذ موقفًا وطنيًا يحقق مطالب الشعب البسيطة، وأن تكف عن الخضوع لتهديدات الحزب الجوفاء بجر البلاد إلى حرب أهليّة جديدة، إذا لا يمكن لأي دولة ذات سيادة أن تُذعن لترهيب حزب يدين بالولاء لدولة خارجيّة ذات سجل أسود حافل بالدمار والإرهاب والقتل والتهجير".

- مقال للكاتب سلمان الدوسري تحت عنوان "«حزب الله» في عين العاصفة"، حيث كتب:"ما سكت عنه اللبنانيون طويلاً انتفضوا عليه أخيراً، فصوت اللبنانيين الهادر لم يستطع «حزب الله» إيقافه، لا بالتهديد ولا بالوعيد، ولا بالميليشيات التي يتفاخر نصر الله بأنها الأقوى على الأرض".

- مقال للكاتب يحيى الأمير تحت عنوان "ورطة إيران مع الشارع العربي" كتب فيه: "في الغالب لن يعود الشارع اللبناني إلا بعد أن يُحدِث تحولا، لكن المواجهة ستكون مع الحزب مواجهة حادة وعنيفة،

- الكاتب مطلق العنزي تحت عنوان "لبنان الصغير.. الكبير القلب والعالمي الهموم" قد كتب: "جوهر الأزمة وسببها هو سيطرة الدويلة على الدولة. ولا حلول ناجعة إلا بالقضاء على الدويلة وتقوية الدولة وسلطتها وقضائها".

- الكاتب مساعد العصيمي كتب في مقال تحت عنوان "نصر الله وراسبوتين.. وجهان للقبح"، حيث كتب:"القضاء على نصر الله وحزبه سيعيد حسابات كثيرة إيجابية في المنطقة، من أهمها بث الاستقرار والهدوء، وتوطيد السلم والأمان للشعب اللبناني المبتلى بمثل هذه النماذج المعتلة؛ والخادمة لأجندات النظام الإيراني الصفيق. حتمًا سيقطع دابر هذه الميليشيا الإرهابية، التي كانت يدًا للشر تمدها إيران عبر هذا الحزب".

أما المحلل السعودي عبد الحميد الغبين، فكان صريحاً جداً وأشد وضوحاً حيث قال في فيديو: "أطالب نتنياهو باجتياح الجنوب اللبناني وحتى الوصول إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، فلن يحتج العرب بل سيدعمون إسرائيل من أجل القضاء على هذا الحزب الذي كان بؤرة للدمار والخراب، فلو قضي عليه سيوف يعود لبنان آمناً ومستقراً، ونكرر الطلب من نتنياهو بأنك أمام لحظة تاريخية ويجب عليك أن تستغل هذا الوضع الموجود الآن في لبنان والرأي العام العربي الداعم والمؤيد والمساند لكم من أجل إنهاء هذا الحزب الذي لا يشكل خطر فقط عليكم إنما يشكل خطراً على الأمة العربية أيضاً، فإذا أجلتم الموضوع فلن تنجحوا في المستقبل".

ختام القول، السعودية قامت بسحب جميع مواطنيها من الأراضي اللبنانية خلا يومين، تمهيداً للهدف الخطير الذي تصبو إليه وهو تدمير حزب الله وإثارة الفتنة بين اللبنانيين وتأليب المجتمع اللبناني على الحزب عبر تحميله مسؤولية ما يجري، وبهذا تكون السعودية قد تخلصت من الحزب الذي أذلها في دعمه المقاومين في اليمن والعراق وأسقط مشروعها في سوريا، فهل سيسمح اللبنانيين أن يتحقق لها ما تريد؟

المصدر: خاص شاهد نيوز