اندلعت الاحتجاجات في لبنان في ليلة 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، بعدما تفشى الفساد في البلاد. ولأول مرة منذ سنوات، توحد اللبنانيون بشكل مدهش وخرجوا إلى الشارع.
يكمن جوهر التظلم اللبناني في الحرمان من الاحتياجات الأساسية التي لا توفرها الحكومة. وغالبية الموجودين على الأرض هم مواطنون فقراء من الطبقة العاملة؛ ومع ذلك، هناك شريحة لا بأس بها من السكان يركبون موجات مختلفة.
يظهر في مقطع فيديو تم تداوله على الإنترنت رجل أمريكي يندد بأن الرأسمالية هي المشكلة وعلينا أن نجهز "مطابخ الفقراء" (أمر ينم عن الثقافة الغربية، ولكن لا بأس). تم تصوير المقطع في "مبنى البيضة"، مبنى اليتاترو التاريخي في وسط بيروت الذي اقتحمه المحتجون، ويستخدمونه لإلقاء المحاضرات "التعليمية" للمعتصمين هناك.
لحسن الحظ، تمكنا من فهم مجموعة الأفكار المتعفنة التي كان المتحدث يدعمها بشكل عرضي إلى أن قدم هذا الرجل حله الكبير: إقامة "حكومة موازية". انتقاله الى هذا الحل تصعيد كبير كما لو كان يريد الوصول مباشرة إلى هذه النقطة.
غالاغر مواطن أمريكي يعمل في لبنان منذ العام 2007. وبخلاف عمله سابقًا في السفارة الأمريكية في بيروت، عمل أستاذاً في الجامعة الأمريكية في بيروت منذ ذلك الحين وعلم مادة تسلسل الحضارة. استقال من التعليم في العام 2015 وأسس ما أسماه بـ "معهد يوديميان" وشغل منصب المدير في المعهد.
"معهد يوديميان" هو منظمة أنشأها غالاغر نفسه إلى جانب ديفيد كونستان وسبنسر باك، وهما أستاذان مقرّهما نيويورك. باك خبير اقتصادي يهودي أمريكي مؤيد لـ "إسرائيل" ومناهض لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS). كتب منشورات متعددة لصالح السياسات المالية النيوليبرالية الجديدة والرأسمالية بما في ذلك مراجعة مكتوبة للاقتصاد "الإسرائيلي". تتمثل وظيفة "معهد يوديميان" في بيروت ببيع خطط الاقتصاد السياسي للحكومات والمنظمات السياسية لترويج التغيير و"الرعاية الاجتماعية".
سافر غالاغر إلى صربيا في العام 2018 وقيل إنه شغل منصب "زميل باحث فخري" في جامعة بلغراد، باستثناء أنه لا يوجد دليل أو أي أثر على الإطلاق على مشاركته في الأوساط الأكاديمية الصربية، لا في المنشورات ولا في السجلات الرسمية. بعد قضاء بعض الوقت في صربيا، رجع غالاغر إلى بيروت وأعاد اختراع نفسه كـ "مستشار معتمد ومدرب حياة" يهدف إلى إحداث تأثير في وباء إدمان المخدرات العالمي، كما وادعى أنه حصل على تدريبه وشهادته من إدنبرة.
يبدو كأن غالاغر كان باحثاً فخريًا في صربيا عام 2018. شق طريقه بعد ذلك إلى إنجلترا ليصبح طبيبا خاصًا للإدمان في عام 2019. ثم قام بتحديث حساباته على كل من "لينكد إن" LinkedIn وفيسبوك Facebook بالإضافة الى سيرته الذاتية عبر الإنترنت في آب/ أغسطس 2019 من أستاذ إلى "مدرب". وأخيرا وبالصدفة عاد إلى بيروت "لتدريب" اللبنانيين على كيفية الإطاحة بحكومتهم وإنشاء دولة موازية. هل يذكركم هذا بأي شيء؟
قد ينقسم اللبنانيون إلى حد ما بشأن ما يريدون، لكن غالبية المتظاهرين هم من الطبقة العاملة. وسأخبركم بما لا يريدونه: لا يريدون سياسة اقتصادية نيوليبرالية أخرى يقودها أمريكي آخر.