في صباح هذا اليوم، أمكن لنا أن نلمح في المشهد "اللبناني" انعكاسًا جميلًا، ساحة أثاثها الحبّ ووجهتها رئيس اسمه الجنرال ميشال عون، واجه ويواجه الغضب الأميركي لتحالفه مع المقاومة، ولإصراره على عدم الانصياع للبلاط السعودي، ولو كان الثمن تحميله وزر ملفات فساد أسّستها الحريرية السياسية ولم تزل تسعى إلى تنميتها تحت مسمّيات مختلفة ومنها "سيدر".
كان الالتفاف الحاشد في هذا النهار أشبه بضمّة طوّقت فيها "الأكثرية المسيحية" (كما شاءت الصيغة اللبنانية تسمية الأطراف) قائدها، وأعادت التأكيد على ثابتة وطنية هي الثقة بالعهد ورئيسه الذي قد تختلف معه في طرق كثيرة، وتلتقيه وتنسجم معه في طرق كثيرة أخرى.
ما يعنينا من الأمر، كأبناء بيئة المقاومة، يتخطى تعداد من حضر في ساحة الحب التي ضجّت بقلوب زوّار قصر بعبدا اليوم، ويتخطى أيضًا ردّ فعل الشارع الذي اتخذ نفسه متحدثًا باسم ملايين تفوق تعداد "اللبنانيين"، في ساحات تاهت صرخة الوجع فيها في لحن أميركي أدّته أوركسترا السفارات وأزلامها، وإن كان من بين المشاركين صادقون، كما وصفهم السيد نصر الله..
ما يعنينا ببساطة هو قوة الحليف الشعبية التي ما زادها "ظلم الثوار" إلا تمسّكًا بثوابتها، وقدرة هذا الحليف على التماسك والثبات بوجه أميركا وحلفائها وإن ظهروا في الفترة الأخيرة على هيئة شارع يتلطّى خلف ساتر وجع الناس، ليقنص، بكل ما اوتي مهندسه من غدر، العهد الذي لا يساوم على حماية ظهر المقاومة.
"نزل التيار عالأرض" في مشهد حضاري يتناقض تمامًا مع سيل الشتائم بمستويات لغوية متعددة، والذي اضطررنا إلى متابعته طيلة الأسبوعين الماضيين، والذي تكفّل الإعلام بتضخيمه وتسليط الضوء عليه لغايات في نفوس رجال الأعمال والمال، أصحاب محطّات التلفزة الذين وجب عليهم أن يثبتوا للوليّ السعودي، أو للوليّ القطري حسن سلوكهم!
أذهل المشهد الأكثري كل الأقليات التي لم تجد حتى الساعة ما يشدّها في حزمة تقود "حراك الناس".. خاصة بعد أن تساقطت تباعًا كل أوهامها بقنص مصداقية العهد برصاصة الفوضى. ومع الأوهام سقطت حكمًا كل الأقنعة والادعاءات التي سعت لأجل تسويقها كحقائق ثابتة، وما حكاية "الملايين" من الثوار الا أحد تلك الادعاءات التي ارتدّت على مطلقيها وجعلتهم محط سخرية أصدقائهم، وربما شفقة الخصوم.. 
حتى الآن، لم يجدوا ما يدينون به تحرّك "الوطنيّ الحرّ" اليوم، وحاولوا طيلة النهار تشويه المشهد والتقليل من أهمية الالاف من الواعين تماما لخطورة  المرحلة وضروراتها.. لذا، ليس مستبعدًا أن يستمروا بالكذب وباختلاق الحكايات والتي تشبه إلى حد بعيد سيناريوهات القبعات البيض التي رغم فضحها مرارًا بقيت حجة الكثير من الأغبياء لإدانة الرئيس العربي السوري بشار الأسد..
 بالنتيجة، وباختصار، لا دواء للحقد ولا عودة عنه، لذا لا أسف على الحاقدين على التيار الوطني الحر لأسباب نعرفها ويعرفونها، كما لم نأسف يومًا على الحاقدين على المقاومة.. 
أيام قليلة تتكفّل بإظهار الوجه الحقيقي للثورة المزعومة، فتسقط حجة من اجتهد ليجد لنفسه عذرا للاستمرار في الغباء، أو التغابي..

 

المصدر: خاص شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع