الخشية من تسييس الحراك وأخذه إلى أهداف مشبوهة، كان التحذير الأول الذي أطلقه الكثير من المخلصين في هذا البلد، وكان النفي بشكل دائم هو الرد على هذا التحذير، والقول إن المحتجين هم مستقلون ووطنيون لم يعودوا يؤمنون بالطائفية.
ثم بدأت المواقف الأميركية المستترة تظهر في اللغة التي يتبناها "المستقلون ما غيرهم" وتتخذ أشكالاً من التعبير تهاجم الانتظام العام في لبنان، وتطالب بتحطيم الهيكل على رؤوس الجميع، مؤسسات وإدارات ونظامًا، وتطالب بتغيير كل شيء تمهيداً لـ"الدولة المدنية" عبر انتخابات مبكرة.
وتمظهرت الإرادة الاميركية في أكثر من موقف وتوقيت من خلال "الإبداعات" التي أطلقها المدعو فضلو خوري رئيس الجامعة الأميركية في بيروت والتحريض الذي مارسه.
كما تمظهرت هذه الارادة أيضًا من خلال بيانات السفارة الأميركية التي تواكب كل نشاط مدعوم من قبل الـ"usaid" عبر جمعيات يديرها نشطاء "قواتيون" ومحازبون لأكثر من جهة، والهدف هو التسديد على مقام رئاسة الجمهورية ولاحقًا الجيش اللبناني عبر رفع شعارات أحياناً، ومنع عبور عناصره أحياناً اخرى على "حواجز المحبة"، وأخيراً رشق عناصره بالحجارة وتهديدهم عبر الرسائل الصوتية.
المقالات التي تعكس الارادة الأميركية لم تتوقف كذلك منذ بدء التظاهرات في لبنان، وأبرزها لفريدرك هوف الشهير بخط الترسيم الذي وضعه للحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة والذي يمنح العدو الصهيوني أفضلية النقاط المسيطرة على البحر فضلاً عن إمكانية الاستفادة من حقول النفط براً وبحراً. وكان قد نشر مقالة له على موقع "اتلانتك كاونسيل" بعنوان: "نزع سلاح حزب الله .. بالثورة".
الأحد 17 تشرين الثاني/ نوفمبر، كان "توارد الخواطر الطائفية" يظهر في أبهى تجلياته على إحدى القنوات "العربية" وعبر مقالة على موقع "فوكس نيوز" الاميركي. أبرز ما ورد في المقالة التي كتبتها مديرة مركز معهد هندسون للحريات الدينية والمفوضة في لجنة الولايات المتحدة بمجال الحرية الدينية الدولية والمحامية الدولية في مجال حقوق الانسان نينا شيا: "المسيحيون في لبنان مهددون.. هم بحاجة إلى مساعدة الولايات المتحدة. يجب على بومبيو دعم الوجود الدبلوماسي الأمريكي في لبنان من خلال التعيين الفوري لمبعوث خاص مطلع للبنان وجعل البلد محفظة واحدة، ينبغي لهذا المبعوث القيام بما يلي:
• التعجيل في رحيل المسؤولين الفاسدين من خلال عقوبات محددة الهدف منها تجميد حساباتهم المصرفية الشخصية وحظر الأموال وحرمانهم من تأشيرات السفر بموجب قانون غلوبال ماجيتسكي. (Global Magnitsky Act).
• العمل على بناء إجماع حول حكومة تكنوقراط مؤقتة لصياغة قانون انتخابي جديد والإشراف على انتخابات حرة ونزيهة وإجراء إصلاحات بإشراف البنك الدولي.
• تجنيد الحلفاء والمغتربين اللبنانيين للتعهد بتقديم المساعدات والاستثمار كحوافز لحكومة إصلاحية".
ولمن يرغب بالاستزادة يمكنه مراجعة الرابط التالي:
https://www.foxnews.com/opinion/nina-shea-us-must-help-lebanon-and-its-imperiled-christian-community
أما الفيديو فهو لمسؤول العلاقات الخارجية في حزب "القوات اللبنانية" نديم شماس، سنعرضه ونترك لكم التعليق:
https://www.alahednews.com.lb/uploaded/videos/2019/11/16/nadimshamaas.mp4