دخلت السعودية في عصر جديد يمكن أن يطلق عليه عصر ابن سلمان، وهذا العصر قدّم رؤية للمملكة سمّيت بـ رؤية 2030 التي يدّعي من خلالها الأمير الشاب نقل السعودية إلى مرحلة من الرقي والرفاهية. ولإنجاح هذه الرؤية سخّر لأجلها النخب والعلماء وكذلك شكّل لها هيئةً للترفيه لكي تبدو انعكاساً لهذه الرؤية. وقد أظهر حرصه على الحريات فأعطى المرأة السعودية عدة مكتسبات. ولكن المحزن أن يلجأ من يدعي العلم في الدين إلى ذم النبي محمد (ًص) لكي يبرر ما يقوم به أميره، فمن هنا ما هي مظاهر هتك المجتمع السعودي؟ وما موقف المجتمع السعودي منه؟

عدة حوادث منفصلة جرت في المملكة مؤخراً إذا تم ربطها ببعضها بعضاً تشكل منحى ما يتم الترويج له للتغيير السعودي ورؤية المملكة 2030. نبدأ بملهى ليلي في الرياض حيث قامت فتاة منقبة بوصلة من الرقص الفاحش وسط جمع من الشباب، وما يمثل هذا الفعل من اختلاط واضح. ننتقل إلى حادثة أخرى وهي تحرش إحدى الفتيات السعوديات بشباب على الطريق من دون خوفٍ أو وجل ومفتخرةً بما تقوم به. وكذلك وفي السياق ذاته تصريح شاب سعودي كان يجلس في مطعم في الرياض برفقة صديقته وهو يقول بكل وقاحة نحن الآن مجتمعان وحجزنا غرفة مشتركة بفندق ونفعل ما نريد، فلماذا أذهب إلى بريطانيا وأنا أستطيع أن أمارس ما أريد في بلدي؟ هذه المظاهر تطعن في عادات وتقاليد المجتمع السعودي التي يستمدها من الإسلام وذلك بحجة الحرية والانفتاح وتطبيق رؤية الأمير.

لكن الأشد إيلاماً ما قاله الداعية السعودي عادل الكلباني خلال مقابلة تلفزيونية حيث جوّز حفلات الغناء في المملكة ناقلاً حديثاً أورده البخاري في باب سنّة العيدين لأهل الإسلام حيث نقل عن زوجة النبي (ص) عائشة والجاريتين اللتين كانتا تغنيان وسأل النبي (ص) زوجته هل تعرفين من هذه؟ فقالت له هذه قينة بنت فلان (أي مغنية، مطربة، فنانة بمصطلحات عالمنا الحديث)، فقال النبي أتحبين أن تغنيك؟ فقالت نعم فأعطاها طبقاً وغنت، وجاء النبي (ص) إلى عرس وكانت المرأة تغني وتضرب في الدف وتقول فينا نبي يعلم في غدي فقال النبي قولي أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم، وتابع الكلباني القول: "الشاهد أن النبي (ص) كان موجوداً في زمن الغناء وكان معروفاً وقتها بعض أدوات الطرب والمعازف كالمزهر وهو العود".

 هذا التجني الواضح على النبي محمد (ص) وذمه بهذه الطريقة الوقحة، فقط من أجل تبرير ما يقوم به محمد بن سلمان برؤيته وبهيئة الترفيه التي أتى بها إلى المجتمع السعودي والذي يراد منه القضاء على الدين وتغيير معالمه في بلد مهد الإسلام.

في ضوء ما تقدم لا يجد حكام السعودية حرجاً في ذم النبي (ص) وضرب تعاليم الدين الإسلامي السمح من أجل الترويج لنهجهم وإصباغ ما يقومون به بصبغة الإسلام وتحت عباءته، وقد جندوا لذلك أمثال عادل الكلباني وغيره لأجل أن يفتوا لهم ويحللوا ما يقومون به، فدين الإسلام ينحر في مهده فمتى يستيقظ العالم الإسلامي ويعي أن حكام آل سعود لا يمثلون الدين وليسوا أهلاً لرفع راية الإسلام ولا لإدارة مقدسات المسلمين؟

 

المصدر: خاص شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع