يتردد بين طلاب كلية العلوم الطبية في الجامعة اللبنانية أن هناك توجهاً لدى الجامعة للاتفاق مع أصحاب المستشفيات المتعاقدة معها لخفض رواتب الأطباء المتدرّبين (طلاب السنتين السادسة والسابعة)، والمقيمين (طلاب سنوات الاختصاص) إلى النصف أو الإلغاء، علماً بأنّ الرواتب زهيدة في الأساس، مقارنة بساعات العمل التي يقضيها الطلاب في المستشفيات والمهمات المطلوبة منهم.

مصادر الأطباء - الطلاب دعت إلى أن لا «نؤخذ رهينة»، لا سيما أنّ الجامعة اللبنانية تتبع النظام الفرنسي (internership) الذي يعتمد فيه المستشفى بشكل شبه كلي على الطبيب المتدرّب عبر معاينة المرضى وكتابة التقارير الطبية لوزارة الصحة والصناديق الضامنة وتغطية ساعات «المناوبة الليلية» (duty) حتى منتصف اليوم التالي، فيما، وفق النظام الأميركي (observership)، يرافق الطبيب المتدرب الأطباء في جولات على المرضى ويدوّن الملاحظات عن الحالات، ولا تتجاوز المناوبة الليلية الثامنة مساءً.
ويتقاضى الأطباء المتدرّبون في الجامعة اللبنانية رواتبهم لقاء «المناوبة الليلية» وليس مقابل عملهم في المستشفى خلال الدوام الصباحي (الساعات التعليمية)، في حين أن رواتب المقيمين يفترض أن تكون كأي طبيب يزاول المهنة. لكن هناك فارقاً، بحسب المصادر، بين رواتب المقيمين في المستشفيات المتعاقدة مع الجامعة والمستشفيات الأخرى قد يصل إلى 500 دولار في السنة الثالثة - اختصاص.
عميد الكلية، بيار يارد، نفى أن يكون هناك توجه نهائي في هذا الخصوص، وما يجري تداوله بين الجامعة والمستشفيات لا تزال أفكار حلول لتجنيب الطلاب خطر خسارة ساعاتهم التدريبية في المستشفيات أو الاستغناء عن خدماتهم. ولفت يارد في اتصال مع «الأخبار» إلى أنّه رفض عرضاً تقدم به بعض أصحاب المستشفيات بتقليص عدد الطلاب المتدربين والمقيمين الذين سيصعب حجز مكان لهم في مستشفيات أخرى. والسبب، كما قال، أنّ «المستشفيات مأزومة ولا تتقاضى مستحقاتها من الدولة والصناديق الضامنة وقريباً من شركات التأمين الخاصة، وقد خفضت أعمالها إلى 40 أو 50%، وأقفلت أقساماً واستغنت عن موظفين وألغت عمليات جراحية تتطلب مستلزمات طبية مرتفعة الثمن». وأضاف: «لا أملك وسط هذه الظروف القاهرة حلاً سحرياً، لكنني أفضل أنّ أحافظ على تدريب 80 طالباً مثلاً وأعطيهم بدلات أتعاب 60 على أن أخفّض عدد الطلاب إلى 60 ومن ثم أعجز عن تأمين تدريب للباقين». وأوضح يارد أنه استمهل المستشفيات وعددها 12 حتى بداية الفصل الثاني الذي يبدأ في كانون الثاني المقبل قبل اتخاذ أي إجراء في هذا المجال. ولفت إلى أنّ الكلية تضم 280 طبيباًَ متمرناً (سنة سادسة وسابعة) و500 طبيب اختصاص.

ما يتقاضاه الأطباء المتدرّبون والمقيمون، كما شرح يارد، هو بدلات أتعاب وليس رواتب (700 ألف ليرة لطلاب السنة السادسة و800 ألف ليرة للسنة السابعة، ومليون و100 ألف ليرة للأطباء المقيمين(، علماً بأن طلاب السنة السادسة في جامعة القديس يوسف، وطلاب السنتين السادسة والسابعة في الجامعة الأميركية لا يتقاضون بدلات أتعاب.

المصدر: الاخبار