صحيفة "جيروزاليم بوست" تتناول مقالاً حول التقرير الذي أعدته قناة "أن بي سي" الأميركية، ويشير إلى أنّ "إسرائيل" ساعدت بتأكيد تفاصيل مهمة باغتيال الفريق قاسم سليماني. فيما يلي مضمون المقال:

الرد الأوّلي لبعض الإسرائيليين على تقرير قناة "أن بي سي" الأميركية، الذي قال إن الاستخبارات الإسرائيلية ساعدت في تأكيد تفاصيل مهمة في اغتيال قائد قوة القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني كان ببساطة "oy" (ما يشبه الفضيحة).

هذه الـ "oy" تبعها على الأرجح "هذا لا يمكن أن يكون جيدًا"، و"الآن سيرغب الإيرانيون في الانتقام منا، وليس من الأميركيين فقط".

وكانت قناة "أن بي سي" ذكرت، السبت الماضي، أن "معلومات استخبارية من "إسرائيل" ساعدت في تأكيد تفاصيل الوقت الذي أقلعت فيه الطائرة التي تحمل سليماني من دمشق إلى بغداد، حيث قُتل بصاروخ أطلقته طائرة أميركية بدون طيار".

من جهتها، نشرت نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" قصة بعنوان "7 أيام في كانون الثاني/ يناير": كيف دفع ترامب الولايات المتحدة وإيران إلى شفا حرب"، بالنظر إلى الأحداث التي تقود إليها، ومباشرة بعد اغتيال سليماني.

لم يشر هذا التقرير إلى أي مساهمة استخبارية إسرائيلية في اغتيال سليماني، لكنه أضاف عنصراً  آخر من الاهتمام الإسرائيلي إلى لغز سليماني بأكمله وأنّ "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان الزعيم العالمي الوحيد الذي تلقى إشعاراً مسبقاً بالضربة".

هناك الكثير من الأسباب لإبقاء أي تورط استخباري إسرائيلي محتمل في عملية اغتيال سليماني غامضاً، أهمها أن "إسرائيل" لا تريد إعطاء إيران أو وكلائها ما يحتاجونه لـ "حفظ ماء الوجه" بضرب أهداف إسرائيلية للانتقام من الهجوم.

 لكن من المستبعد أن تكون 7 كلمات في تقرير إخباري لقناة "ان بي سي" هي العامل الحاسم فيما إذا كان حزب الله سيقرر إطلاق الصواريخ على حيفا أو مهاجمة الجيش الإسرائيلي.

حزب الله لا ينتظر تأكيداً لمصدر إخباري أميركي في تقرير ما إذا كان سيتخذ إجراءً ضد "إسرائيل". قراره يعتمد على الطريقة التي يعتقد بها أن "إسرائيل" سترد بها بدورها.

رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، قال "أعتقد أن أي شخص يتحدث عن هذا يرتكب خطأً خطيراً. نحن بحاجة إلى البقاء بعيداً عن هذه القصة قدر الإمكان. عندما تنشر صحيفة "نيويورك تايمز" شيئًا من هذا القبيل فإنها تعتمد عموماً على مصادر إسرائيلية. أعتقد أنه يتعين علينا التحقق من هوية تلك المصادر الإسرائيلية".

صحيفة "نيوروك تايمز" ذكرت أيضاً، أنه غالباً ما يكون هناك نقاش داخل أميركا، مضمونه "أننا نعطي إسرائيل كل هذه الأموال كل عام (3.8 مليار دولار من المساعدات العسكرية السنوية)، وما الذي نحصل عليه في المقابل؟"

أن يرى الرأي العام الأميركي من وقتٍ لآخر أن هناك عائداً على استثماراته في براعة "إسرائيل" الأمنية أمر يمكن أن يساعد في صرف الدعوات لخفض المساعدات العسكرية.

بالنسبة للبعض في الولايات المتحدة، هناك انطباع خاطئ بأن هذه العلاقة العسكرية هي في اتجاه واحد، وأن الولايات المتحدة تعطي "إسرائيل" دون الحصول على الكثير في المقابل. الأمر ليس كذلك. الأميركيون يحصلون على عائدٍ قوي لاستثمارهم، وغالباً ما يكون هذا العائد على هيئة تعاون استخباري حاسم.

المصدر: الميادين نت