واليوم جميعنا زرنا العراق على صهوة صيحات القلوب أن الموت لأمريكا، وبنبضٍ يحمل الدمع حريقًا ويبلّل فيه صور الشهداء، ببسمة أبي مهدي المطبوعة على ثغور القلوب فيضًا من عاطفة وعشق، وبكل اليقين أن الجمع العراقي الشريف يبدّد سطوة الأميركي، وينثرها رمادًا في عين كلّ من عادى الحق، وما الحشد إلا روح شرفاء العراق.. 
اليوم، تلونا الزيارة  من البعيد حبًا وإيمانًا بأن لا احتلال سيعلو فوق صيحة الحق بلهجة العراق الهدّارة.. جموع غفيرة بالهتاف وحده أخبرت الأميركي والعالم أن لا أرض آمنة له في تراب مشبع بالحب، والحب دماء.
في العراق، اليوم جمعة عظيمة تداعت فيها القلوب إلى نبض واحد، وحملت خلالها القبضات صيحة واحدة، ورفعت فيها الحناجر صوتًا واحدًا: "أمريكا بره بره".. صوتٌ ينطقها قرارًا وعزمًا وإرادةً سيادية حسمت أمر البلاد، وعاهدت نفسها وتوعدّت عدوّها أن الأميركي الذي سيأتي العراق عموديًا سيعود إلى بلاده أفقيًا، أي في تابوت، في لفتة واضحة إلى حديث الأمين على الحق السيد نصر الله، وفي إشارة يفهمها الأميركي جيّدًا ويدرك من خلالها أن الحدود التي بناها الغرب في المنطقة زالت إلى غير رجعة، وأن المقاومة جسدٌ واحد إذا تألم فيه طرف تداعت باقي الأطراف إلى بثّ الشفاء فيه، والقوة.
"مليونية" من حب ثوريّ وسيادة، ومن وفاء مرصّع بالدّمع يصون كلّ قطرة دم بُذلت لأجل أحرار العالم، كل العالم.. فشهداؤنا أمميّون ومقاومونا لم يصابوا يومًا بوهم الحدود.. هناك، بين الحشود كان بالإمكان مشاهدة طيف مغنية، عماد أرواحنا، يجوب المكان وعيناه ضاحكتان ضحكة إيمان.. وبجواره لا بُد أن نسمع صوت سليمانيّ العظيم يبشّر الحاضرين أن "يقينًا كلّه خير"، فيما كان "أبو مهدي" وحشدٌ من آل الشهادة يربّت على أكتاف الهاتفين، وبحنوّ يمازحهم، كأبٍ، كأخٍ، كمقاتلٍ عاد للتوّ من الجبهة وينادي أهل بيته..
أمكن أن يُرى بين الجموع يحيى عياش، يواصل التحديق بعين العدو ندًّا لا يموت، وفي المسير يُلمح باسل الأعرج، جاهزًا للاشتباك لم يزل، متربّصًا بعدوّه في كل مكان، وفلسطين عاصمة كلّ مكان يهتف للحرية.. وبين الجموع، سُمع صوت يحيى الشغري بلهجته الشامية يردّد صدى لا يزول "والله لنمحيها" فيفوح من كل كفّ عطر الياسمين.. من اليمن كان ابراهيم بدر الدين الحوثي يطوف في عيون الحضور، ومعه حضر الجرحُ المقاتل، والوجع الحرّ المحاصر، والخنجر الذي لم يُغمد ولن يغمد إلّا في صدر السعودي، الذراع الأميركية في المنطقة، وحضر معه صيحة تخاطب العدو "أنتَ محاصَر"..
أخدنا العراق اليوم إليه.. لملم قلوبنا وكل حكايات فطرتنا التي من تراب موقن بالحق وبالمقاومة.. جمعنا وترجم نبضنا صيحة واحدة "الموت لأمريكا"..

المصدر: خاص شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع