مرّ يوم شهيد حزب الله في قلوبنا فحررنا من تتبّع الأخبار اليومية والتفاصيل التي تحتل المحليات اللبنانية. أخذنا إلى الحيّز الأنقى من تاريخنا المعاصر، ووضعنا في محضر قافلة من نور وثورة.
وكما في القلوب، مرّ يوم الشهيد في المناطق، في كلّ أرض حملت خطوات الشهداء يومًا، أو أنبتت من دمهم وردًا وحرية. لذلك لم تتأخر قرى العرقوب عن إحياء المناسبة بكلّ ما في قلوب أهلها من نبض مقاوِم، وبكل ما مرّ على صخرها من ذكريات الإحتلال والعمل الفدائي.
في كفرشوبا، وأمام نصب الشهيدين أحمد عبد الله وابنه محمد اللذين استشهدا في حرب تموز ٢٠٠٦، دعت السرايا اللبنانية للمقاومة أبناء المنطقة لتوجيه التحية إلى صنّاع الحياة. بأكاليل الورد حضر الناس، وكان في مقدمة الحضور النائب الدكتور علي فياض والشيخ جهاد السعدي عضو تجمّع العلماء المسلمين اللذين أكدّا خلال الحفل على دور منطقة العرقوب في احتضان المقاومة. كذلك تخلل الاحتفال كلمة لرئيس بلدية كفرشوبا السابق الدكتور عزّت القادري، وكان إجماع من كلّ الحاضرين على توجيه الحب تحيّة إلى كلّ الشهداء، وإلى كلّ ما بذلته المقاومة في سبيل تحرير الأرض والناس.
كان اليوم، يوم الشهيد، يوم صناع الحياة والنصر، عابرًا لكلّ حدود حاول الصهاينة وأدواتهم رسمها بين المناطق اللبنانية.. أثبت أن وجهة كلّ القلوب واحدة، وأن المقاومة هي الفعل الذي يصون كلّ القِيم الإنسانية، بل ويدافع عنها ليكرّسها حقيقة لا خلاف يطاولها. وإن شئنا الحديث عن أثر هذا اليوم في كلّ قلب قد لا تكفينا أيام السنة كلّها، لكن تردّدات الحب التي صدرت خلاله ستكفي لتغمر أيامنا وإن لم نستطع وصفها، تمامًا كبسمات الشهداء، تظلّل كلّ الأحداث وتلازم أوقاتنا كي لا يأخذنا تفصيل ما من حيث يجب أن يكون.