صار اسم "كورونا" ملازمًا لأيامنا وأحاديثنا. والخطر الذي يقترب في كلّ يوم أكثر، ترتفع نسبته مع كلّ تعداد جديد للإصابات، ومع كل لائحة جديدة تصدرها وزارة الصحة حول الإصابات في المناطق، والوفيات.
بلغ عدد ضحايا فيروس كورونا في لبنان حتى مساء أمس الأحد 817 من بينهم شبّان وشابات في مقتبل العمر وممّن لا يعانون من أي أمراض مزمنة أو أوضاع صحيّة أو مناعية حرجة. وما يزيد ارتفاع نسبة الخطر المميت هو الاستهتار المجتمعي من جهة، والنقص الحاصل في جهوزية المستشفيات لاستيعاب العدد المتزايد من الإصابات ذات الأعراض الحرِجة من جهة أخرى.
من المعروف أن دفن ضحايا كورونا يتطلب بروتوكولًا خاصًّا لضمان منع انتقال العدوى المحتملة. وبالتالي لا يحق للأهل والأقارب وداع فقيدهم عن قرب، أو وضعه بأنفسهم في مثواه الأخير. وهو أمر شديد القسوة فرضته إجراءات السلامة التي يجب اتباعها في سبيل محاصرة تفشّي الفيروس. 
وقد تكفّلت الهيئة الصحيّة بدفن الضحايا، وتولّت كلّ تفاصيل الدّفن بدءًا من تغسيل الميّت وتكفينه إلى إتمام عملية الدفن بشكل لائق يخفّف ولو القليل من حسرة الأهل على عدم القيام بذلك بأنفسهم. ورأينا في كلّ مناطق لبنان ومن مختلف البيئات الطائفية والمذهبية فرقًا للهيئة الصحية تقوم بنقل ودفن ضحايا كورونا وفق عادات أهلهم وبمواكبة رجال الدين الذين يتولون الصلاة على الفقيد بحسب طائفته ودينه.
وتناقل الناشطون على منصات التواصل مشاهد كثيرة توثّق دفن ضحايا كورونا في لبنان. بلباسهم الواقي وبروحهم النقية التي تدفعهم إلى التماس مع إمكانية انتقال العدوى، كان متطوعو ومتطوعات الهيئة الصحية حاضرين دائمًا، ويبدون كل استعداد للمساعدة في كلّ ما يمكن فعله لتأمين حماية أبناء المناطق والعائلات.
من كفرشوبا إلى زحلة، ومن البقاع الغربي إلى رميش، مرورًا بكل المناطق والقرى اللبنانية التي فُجعت بابن أو بابنة بسبب ڤيروس كورونا، كانت الهيئة الصحية جبهة تزاول العمل المقاوم الذي فرضه الظرف الوبائي بدون أي تمييز بين حالة وأخرى، تمامًا كما كان عمل المقاومة يهدف إلى حماية الجميع، بدون أي تمييز حتى بالنسبة لمن يجاهرون بالعداء للمقاومة وأهلها.
 

 

المصدر: خاص شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع