"لا يزال موقعنا يتعرّض لهجوم إلكتروني واسع منذ صباح أمس. ستواجه "الأخبار" صعوبة في نشر موادها إلكترونياً في الأيام المقبلة. يبذل فريقنا التقني جهداً لمواجهة الحملة المتواصلة."
بهذه الرسالة التي وجهتها جريدة الأخبار إلى قرائها يمكن اختصار ما حدث ويحدث من هجوم سيبراني منظّم ومتواصل على موقع الجريدة، الصحيفة اللبنانية التي اتخذت منذ عددها الأول في ١٤ آب ٢٠٠٦ خطًّا مقاومًا واضحًا وصريحًا.
الهجمة الإلكترونية بدأت صباح ٢٢ من الشهر الجاري ومصدرها أميركا وروسيا وإندونيسيا وتايلاند والبرازيل، وكانت قد انطلقت في تمام الساعة السابعة صباحًا بضغط هائل يشير إلى كون الهجمة عملًا متخصّصًا وليس عمل قراصنة هواة، ويدل أيضًا على قرار بإسكات الجريدة المرصعة بالأقلام المقاومة لا سيّما في زمن الصحافة المطبّعة والإعلام المرتزق الذي تحوّل إلى أداة صهيونية مستعربة تجاهر بقباحة ما تفعل بلا توريات وبلا خجل.
يعمل الفريق التقني بجهد متواصل على صدّ الهجمة الإلكترونية. بدا أفراده كخطّ دفاعي أوّل في معركة شرسة ومتقنة، يواكبهم كلّ فريق العمل في الجريدة ويعمل على مؤازرتهم في نشر تفاصيل المعركة والبدائل الإلكترونية المتاحة والتي تمّ تشغيلها كي لا تنقطع النسخة الإلكترونية عن متابعيها رغم استمرار الهجمة واصرار المهاجمين على إسكات صوت الحقيقة المقاومة.
وعلى خطّ المتابعين، تحلّق المحبّون حول الجريدة التي تمثّل خطّهم الشريف. حفلت منصات التواصل كافة بروابط مستحدثة للموقع البديل المؤقت للجريدة بالإضافة إلى صور من النسخة الورقية وبذلك تحوّلت "المنصات" الافتراضية القريبة من خطّ المقاومة منصّة واحدة تتضامن وتدافع عن جريدة الأخبار وتساهم في نشر المحتوى الذي يسعى المطبّعون إلى حجبه عبر تعطيل موقع الجريدة.
الهجوم مستمر، والدفاع لن يتعب، فكلّ محب للمقاومة تحوّل اليوم إلى ناشر إلكتروني للأخبار. وهذا بحدّ ذاته رسالة لجميع المطبّعين ومن معهم. لن تسكت الأخبار، لا بقرصنة موقعها ولا بإعداد ألف هجوم إلكتروني ضدها، فصوتها هو صدى رصاصات المقاومين على امتداد ساحات القتال في فلسطين واليمن والعراق وسوريا ولبنان، وصوتها صدى صوت الشرفاء في الدول التي انغمست انظمتها في مستنقع التطبيع الآسن، صدى غضب أحرار البحرين والسعودية والإمارات وكلّ دولة شاء صهاينة داخلها أن يجلبوا لأهلها عار التطبيع.
اليوم وفي كل يوم، التضامن مع الأخبار ليس مجرّد تضامن قائم على شعار الحق بالتعبير، هو تضامن قائم على حقّنا جميعًا بالمقاومة، على مسؤوليتنا تجاه بيئتنا وتجاه كلّ ما نؤمن به في خيار مقاومة الصهاينة وفضح المطبّعين والمتصهينين حيثما وُجدوا، هو انعكاس واجبنا الأخلاقي أوّلًا تجاه أنفسنا وتجاه خياراتنا وتجاه مبادئنا.. وكما في كلّ ساحات الحرب بين الحقّ والباطل، وبين الخير الذي يمثله محور المقاومة والشرّ الذي يمثله محور الصهيونية بكلّ امتداداته وفروعه، لنا الفخر الجميل بأن نكون متضامنين مع الحق وأهله، مع الخير وأقلامه بوجه كل قصاصات الخيانة وقراصنة التطبيع.
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع