في معرض كتابه حول الحرب الأهلية في لبنان، وتاريخ تجارة المخدرات فيه، أفرد Jonathan Marshall مبحثًا خاصًا للحديث عن نزاهة حزب الله بخصوص الاتجار بالمخدرات وذلك في الصفحة 148 حتى 152 من الكتاب. وفصّل الكاتب عن وجود القوة التأسيسية والأصلية لحزب الله في سهل البقاع "المصدر الأساسي للحشيش"، وهنا طرح إشكالية حول حقيقة الحملات التي تتهم حزب الله بتشجيعه لزراعة الحشيش والاستفادة من أرباح عمليات تهريب المخدرات. واعتبر الكاتب أن الحزب استغنى بالدعم والتمويل الإيراني الذي بلغ قيمته 100 مليون دولار أميركي لتمويل عملياته وشراء أسلحته، كما أكد غياب أي دليل يثبت تورطه في ذلك.

واستعرض الكاتب عملية إصرار العديد من المصادر الإسرائيلية والموالية للكيان الإسرائيلي على مر السنين على اتهام الحزب بتورطه في صفقات بيع وتهريب للمخدرات. وتماشيا مع أيديولوجية لجنة شومر 1992، أصدر طاقم عملها تقريرًا عن نسبة مصادر حزب المالية للمخدرات.

وبالمثل، كان هناك تقرير للباحثة الإسرائيلية والمتخصصة في موضوع المخدرات راشيل إهرنفيلد شن هجوم ضد حزب الله: "في منتصف الثمانينيات، استخدم حزب الله تجارة المخدرات غير المشروعة كمصدر للتمويل وكسلاح ضد الغرب." وادعى التقرير صدور فتوى رسمية عن حزب الله تقول:" نحن نصنع هذه المخدرات لأمريكا الشيطانية واليهود. إذا لم نستطع القتل بالبنادق، لذلك سنقتلهم بالمخدرات ".

كذلك في عام 1988، ادعى مراسل صحيفة واشنطن تايمز بحسب "مصادر مقربة من إيران" أن هناك "انخفاضاً حاداً في التمويل الإيراني دعم حزب الله "زاد من اعتماد المنظمة على تجارة المخدرات". لكن اللافت أن حزب الله لم يحقق هيمنة سياسية في منطقة البقاع الشمالي الغنية بالمخدرات حتى عام 1989، عندما استولت على ثكنة للجيش اللبناني في بعلبك.

في عام 1991 قال رئيس مخابرات الشرطة الإسرائيلية، القائد رافي بيليد، إن حزب الله «حتى الآن كان له دور ضئيل في تجارة المخدرات " بحسب تقرير مخابرات الشرطة الإسرائيلية لكنه اعترف بأنه "لم يتم العثور على دليل فعلي يدعم الوجود الفعلي". وقال خبراء إسرائيليون لم يكشف عن أسمائهم لديفيد بروكس من وول ستريت جورنال في عام 1992 أن حزب الله كان الميليشيا الوحيدة في لبنان التي لم تشارك في تجارة المخدرات، فحزب الله يعترض على المخدرات لأسباب دينية ".

اسم الكتاب: The Lebanese Connection: Corruption, Civil War, and the International Drug Traffic (Stanford Studies in Middle Eastern and Islamic Societies and Cultures) 

https://www.amazon.com/Lebanese-Connection-Corruption-International-Societies/dp/0804781311

 

المصدر: ترجمة مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير